اتصل بي مديري اليوم على غير العادة، كنت في الممر حين بدأ هاتفي في جيبي يهتز.
رباه! ليس وقته الآن!
اضطررت الآن أن أهرول بخفة، حتى لا يبدو الأمر ملفتًا، وخرجت نحو إحدى الشرف.
- ألم نتفق أن لا تتصل بي وقت المدرسة!
همست بغضب.
- أعتذر!
بدا جديًا:
- لكنه أمر مهم!
أخذت أستمع بحرص، همست بجدية:
- ما الأمر؟
- من الآن فصاعدًا عليك تمثيل دور آخر.
- هل تعني أنك من حبكت الأمر؟
- كان من الصعب إيجاد سيناريو آخر، كانت مخاطرة.
- مخاطرة أكبر مما تعتقد، حتى أنني لا أعرف ما هو شعور أن تفقد شخصًا.
- تخيلي الأمر والدك فحسب.
صعقتني كلماته، رمشت لأوقف مشاعري التي بدأت بالاشتعال.
- أعتذر
عاد يهمس بحذر:
- أصبح الأمر أكثر تعقيدًا، لكن قريبًا سينسى الأمر، لذلك تحملي لثلاثة أسابيع فقط.
ثلاثة أسابيع! هل يمازحني؟! إنها ما يعادل شهرًا! شهرًا محمل بالكذب والاحتيال، هل يريد أن يصيبني الجنون!
تنهدت، لم أعد أملك الطاقة لمجادلته، حتى أتى صوته مشجعًا:
- سأضاعف أجرك!
هتفت:
- حقًا!
- لكن لمدة الثلاث أسابيع!
- إذًا انسى الأمر!
وهممت بإغلاق الهاتف، حتى عاد يقول:
- لا لا لا، انتظري أرجوكِ
- ماذا؟
قلت بعدم اهتمام، حين أجابني:
- سأضاعفه كترقية، اتفقنا؟
- أوه هذا جيد، اتفقنا!
وأغلقت المكالمة، لكن شعور الذنب بدأ يخنقني!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق