منذ تلك الحادثة، وأنا أتجنب المرور من جانبهم، لا أعلم ما ذنب آية في الأمر، لكنني أشعر أنني سوف أدخل في متاعب لا حصر لها إن تعمقت في ذلك.
"قطعيًا!"
همست في نفسي بانفعال:
"لا يجب أن يكتشفوا هويتي!"
إلا أن تصرفاتي المبهرة اليوم، ستجعل ما بنيته يطير كالسراب.
حاولت ان أسير منفردة قدر المستطاع، بعيدًا عن تلك التجمعات الهائلة، أراقب بصمت تعابير وجوههم، أحاول قراءتها.
" لا عليكم! هذا ما يفعله الفراغ!"
- أيا!
قفزت من مكاني، شعرت أنني سأصطدم بالسقف، لكن حمدًا لله وزني ثقيل إلى حد ما.
نظرت إليها بانزعاج، فابتسمت، وهي ترفع حاجبها وكأنها تخفي في ملامحها أخبارًا خبيثة.
- ماذا؟ ألا تستطيعين الانخراط مع الجميع؟
- ليس الأمر كذلك!
فأخذت تغني:
- مالي أرى أيا تغرد كل يوم ...
- تبًا سونيا، توقفي عن السخرية!
ثم توقفت لوهلة، وعلقت باستغراب:
- لكن ما علاقة ذلك على أية حال؟
فضحكت، حتى كادت الدموع تخرج من مقلتيها، ثم ربتت على كتفي، وقالت بدلال:
- أيا، أنتِ لستِ على ما يرام.
- أنا بخير، بأتم ما يرام.
- هذا ما يقوله الذي ليس على ما يرام.
فدفعتها عني بانزعاج، لتبسم ابتسامتها المستفزة، وقالت:
- رأيتِ؟!
- وقريبًا ستجعلينني مجنونة، وأنا لست كذلك.
فضحك، وقالت:
- لا ليس لتلك الدرجة.
ثم اتكأت على الحائط بجانبي، وأخذت تحدق بالحشود، ثم همست بجدية:
- إن كان يقلقك وجودهم، فيمكنكِ الابتعاد.
نظرت إليها بدهشة، لتنظر إلي وتبتسم:
- أنتِ قلقة حول تألقكِ، أليس كذلك؟!
آآه، وأنا الذي توقف قلبها على اللاشيء، بحق الله، كيف ستعرف سونيا ما دمت لم أخبرها بذلك!!
يبدو أنني أقلق كثيرًا فقط.
- لستُ قلقة على تألقي.
قلت محاولةً تجنب الموضوع:
- كل ما في الأمر، أنني أريد أن أرتاح.
فاستندت علي، وأخذت تتململ بدلال، محاولةً سحب الحديث:
- آيـــة!
لكنني نظرت إليها ببلاهة، لتبتعد، وتحضن ذراعيها، وهتفت بضجر:
- لا فائدة!
أخذت أفكر، ربما هي محقة، ربما أنا أكثر خوفًا على تألقي، فها أنا أرى نجومًا في اللحظة التي كدت فيها أن أصبح نجمة.
ربما أشعر بالحنين إلى تلك الأيام!
لحظة !
هززت رأسي بعنف.
"هذا ليس وقت الحنين، والشوق والأمور السخيفة!"
أجل، فهناك أمر أكثر أهمية ... وهي قضية شقيقتي الغير موجودة!
- ها أنتِ تفكرين وحدك كالعادة.
أتى صوت سونيا، لتعود بي إلى واقع كونها جانبي.
نظرت إليها، نظرت إليها متأملة.
أخذت تنظر إلي متسائلة.
أجل! ... ربما تساعدني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق