يصبح اليوم الثاني أقل مملًا من الأيام الأخرى، حيث تبدأ الدروس الجديدة، الأساتذة مملوئون بالحماس، ما يجعل الدرس مفعمًا بالحيوية والنشاط.
"وأنا التي كنت أتطلع إلى ذلك!"
خاب أملي قليلًا، حين رأيت المشهد يتكرر كالعادة، الجميع مجتمع عند الممر، حقًا!! ما خطبهم ؟!
همت مجموعة من الفتيات نحوي راكضات، كدت أقع، حتى أعدت توازني، دخلت الفصل بصعوبة، حين انهالت علي صديقاتي الثلاثة فرحات.
- أيا، لن تصدقي ماذا حصل؟!
- هل هذه أخبار فاشلة أخرى؟!
- آية؟!
قالت بدلال يشوبه الازدراء.
- لكن ألم تخبرك روي بعد؟!
قالت سونيا بصوتها الناعم الرقيق، حين نظرت إليها بدهشة، ممزوجة بالشرود، لأتلقى ضربة على رأسي جعلتني أستيقظ عنوة.
- يا للجرأة!
علقت روي بحنق، فنظرت إليها كمن استيقظ للتو، وحين أدركت الأمر، فات أوان الغضب.
- يقولون أنها فرقة موسيقية.
علقت سونيا بهدوء:
- يبدو أن لها شعبية عريقة لتلقى كل هذا الاهتمام.
- فرقة موسيقية؟!
سألت باستفهام، ودهشة.
لحظة، هل تذهب الفرق الموسيقية للمدرسة؟ إن كانوا يريدون الدراسة، أليس لديهم المال الكافي ليحضروا أستاذًا خاصًا بهم.
- ربما هم بالفعل ليسوا أغنياء.
خرجت كلماتي بلا إدراك، لأتلقى الضربة الثانية.
- روي!
صرخت بها.
- جيد أنكِ انفعلتِ.
- همف! أنتِ حقًا عديمة الأنوثة.
- ماذا؟!
- أنتما الاثنتان.
علقت سونيا مهدئةً الوضع:
- دعونا من هذا الشجار الآن.
فتبادلنا نظرات متوعدة، ثم أشاحت كل منا وجهها عن الأخرى.
- ترى ...
أتى صوت مي شاردًا:
- هل أستطيع الحصول على توقيعه؟!
- ماذا؟!
علقنا بدهشة.
فاستطردت روي:
- هل تعرفينها مي؟!
- لم لا.
قالت كأنها في عالمٍ آخر:
- إنها فرقتي المفضلة.
- أوه!
علقت بدهشة:
- حتى مي تستمع إلى الموسيقى!
- لماذا أنتِ مستغربة أيا؟!
تساءلت روي:
- الحياة بلا طعم من دون موسيقى.
- حقًا؟!
علقت بشيء من السخرية الباردة:
- يمكنك تناول بعض المقرمشات، وستصبح حياتك بطعمٍ ما.
أخذت سونيا تضحك، بينما ابتسمت مي كونها شاردةً في عالمها الخاص، وبدا على روي أنها تقاوم غضبها، حتى لا تنقض علي، لأستمر بالنظر إليها نظراتي المستفزة.
في تلك اللحظة، دخل الأستاذ الفصل، فترتب الجميع في أماكنه على عجل، وخرج من ليس له علاقة بالأمر.
وضع المستندات التي يحملها على الطاولة، ثم مسح بناظريه المكان، وقال بهدوء:
- صباح الخير جميعًا، اليوم سنستضيف طالبًا جديدًا في الفصل، أرجو أن تهتموا به جيدًا.
تذمرت في نفسي:
" نهتم به، هل هو حيوان أليف ما؟!"
- أيا!
أدهشني تحدقيه بي، فنظرت نحوه بمفاجأ’، ليسترسل قائلًا:
- أنتِ أفضل طلاب الفصل، لذا سأتركه في رعايتك.
وابتسم بخفوت، بينما همسات الفتيات حول غيرتهن اخترقت أذناي.
لمَ يحب الجميع أن يضعني في دائرة مفرغة ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق